اليرقان عند حديثي الولادة - إجابات على أسئلة الأمهات
يعرف اليرقان عند حديث الولادة أو يرقان الرضع بأنه تلوّن لجلد الطفل بلون أصفر ليموني، يرجع سبب ظهور هذا اللون لتراكم مادة ذات تكوين كيميائي خاص تعرف باسم صباغ البيليروبين، تتراكم هذه المادة في دم الطفل، إليكم أهم الأجوبة حول تساؤلاتكم حول اليرقان عند الأطفال.
ما سبب الصفار عند المواليد؟
إن دم الأشخاص يحتوي على صباغ البيليروبين بشكل طبيعي، يأتي هذا الصباغ أصلاً من كريات الدم الحمراء بعد انحلالها، حيث يتم إزالة البيليروبين من قبل عضو الكبد. في مرحلة ما قبل الولادة، يقوم كبد الأم بهذه المهمة، بالتالي، عندما يولد الطفل، يواجه عضو الكبد لديه صعوبات في التخلص من كمية الصباغ الموجودة في جسمه، وقد يستغرق يرقان الرضع حديثي الولادة عدة أيام حتى يتحسن.
ما هي أعراض اليرقان عند الأطفال؟
يجب ملاحظة التغيرات التي تظهر على الطفل، مثل لون الجلد الأصفر، إن أفضل طريقة لتمييز اصفرار جلد الطفل هو وضعه تحت الإضاءة البيضاء، بالتالي يبدو جلد الرضيع ذو لون يرقاني أوضح تحت أشعة الشمس ومصابيح الفلورسنت.
غالباً، يبدأ يرقان الأطفال في الوجه، ثم ينتقل ليصيب منطقة الجذع (الصدر والبطن)، بعدها يصيب الذراعين والساقين كلما ارتفع مستوى البيليروبين أكثر، يمكن ملاحظة تغير لون بياض العين للون الأصفر أيضاً، من الجدير ذكره، أنه قد يكون من الصعب ملاحظة ظهور اليرقان عند حديث الولادة ذو البشرة الداكنة والسمراء جداً.
متى يكون اليرقان خطير عند حديثي الولادة؟
يتساءل كثير من الأهالي حول متى يكون صفار المواليد خطير؟ في الحقيقة، يعاني معظم الأطفال من ظهور لون يرقاني خفيف، غير مؤذٍ، لكن، في حالات أكثر ندرة، يمكن أن يرتفع مستوى صباغ البيليروبين لمستويات عالية، عندها قد يسبب تلفاً في الدماغومن هنا تنبع خطورة اليرقان عند حديثي الولادة، لذلك يوصى الآباء بمراقبة طفلهم الرضيع وإجراء تحليل اليرقان عند حديثي الولادة.
هل يؤثر حليب الأم على اليرقان؟
إن حليب الأم (حليب ثديها)، هو الغذاء الأمثل لصحة الطفل، بشكل عام يعد يرقان الرضيع مرضاً شائعاً عند أولئك الذين يرضعون رضاعة طبيعية، أكثر من أولئك الذين يرضعون حليباً مصنعاً.
كثيراً ما يحدث اليرقان عند الأطفال الذين لا ينالون حصتهم الغذائية الكافية من حليب الثدي لأن أمهاتهم لا تستطعن إنتاج ما يكفيهم من الحليب، بالأخص إذا جاء حليب الأم المرضع في وقت متأخر، وفي حال كانت أمور الإرضاع الطبيعي تسير على نحو سيء، كأن يكون الطفل غير قادر على الرضاعة من ثدي أمه بالشكل الصحيح، أو بسبب إصابة أمه ببعض الأمراض على جلد الثدي.
في الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة، قد تكون كمية حليب الثدي ضئيلة لا تساوي ملعقة صغيرة في كل رضعة، تزداد هذه الكمية كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه، لذا يجب على الأم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية أن تحرص على إرضاعه من 8 - 12 مرة على الأقل يومياً، خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.
هذا بدوره سيساعد الأم على إدرار حليب ثديها، بالتالي سيساعد على خفض مستويات البيليروبين لدى الرضيع، في حال كانت الأم تواجه مشاكل في الرضاعة الطبيعية يجب عليها استشارة طبيبها أو ممرضتها.
متى يجب تحليل اليرقان عند حديثي الولادة؟
يتوجب على كل طفل يعاني من اليرقان خلال أول يوم بعد ولادته أن يخضع لقياس مستوى البيليروبين من قبل طبيب الأطفال، بشكل عام، يجب على جميع الأطفال حديثي الولادة أن يخضعوا لقياس مستوى البيليروبين في الدم قبل مغادرتهم للمستشفى، وذلك طبعاً بإشراف طبيب الأطفال واهتمام الوالدين.
يجرى فحص نسبة البيليروبين عن طريق فحص الجلد أو الدم، في حال كان مستوى البيليروبين مرتفعاً سيحتاج الطفل لتقييم إضافي، يجب إخضاعه للمراقبة كي لا يتطور لديه يرقان حديثي الولادة الخطر. في معظم الأحيان، يطلب طبيب الأطفال من الأم أن تحضر طفلها إلى العيادة لإعادة فحص الطفل في غضون 48 ساعة بعد ولادته.
لماذا يحتاج بعض الأطفال لزيارات متابعة متكررة بعد ولادتهم؟
إن بعض الأطفال لديهم خطر أكبر لتطور يرقان خطر بعد ولادتهم، لذا يجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي من الأعراض التالية:
- ارتفاع في مستويات صباغ البيليروبين خاصة بحال الولادة المبكرة (قبل أسبوعين من الموعد المحدد).
- يرقان الطفل أول يوم بعد ولادته.
- عدم قدرة الطفل على الرضاعة الطبيعية.
- وجود نزف تحت فروة رأس الطفل أو كدمة على جسمه بسبب الولادة الراضة.
- وجود قصة سابقة لإصابة ولد سابق بيرقان حديثي الولادة وتلقي العلاج الضوئي.
متى يجب الاتصال بطبيب الأطفال؟
يجب مراقبة طفلك عن قرب، والاتصال بطبيبه بحال ظهرت العلامات التالية:
- لون جلد الطفل يتحول إلى الأصفر الليموني.
- لون بطن الطفل أو ظهره أو ذراعيه بدأ يتلون بالأصفر.
- تلون الصلبة في العين (بياض العين) باللون الأصفر.
- طفل كثير النوم، يصعب إيقاظه، منزعج لا يرضع من ثدي أمه.
- طفل ممتنع عن تناول الحليب الصناعي.
- استمرار الصفار عند الرضع أكثر من شهر
كيف يتم علاج اليرقان عند حديثي الولادة ؟
إن علاج اليرقان عند حديثي الولادة، يتطلب الصبر والحكمة والتحلي بالهدوء، فهو حالة شائعة وقابلة للعلاج، لكن في حال تم إهمالها قد تؤدي إلى نتائج كارثية على صحة الطفل. بدوره، يمكن للعلاج المدروس من قبل طبيب أطفال متمرس أن يمنع الآثار الضارة المحتملة ليرقان الرضع، بالمجمل معظم حالات اليرقان عند حديثي الولادة لا تتطلب علاجاً محدداً إسعافياً.
لكن، عند الحاجة للعلاج، يتم وضع الطفل بجسده العاري تحت منبع ضوئي خاص وتعرف هذه العملية بالعلاج الضوئي، يساعد هذا الفعل على تخفيض نسبة البيليروبين في دم الطفل. عادة يتم تقديم العلاج الضوئي بجهاز خاص في المستشفى، لكن يجب النظر إلى مستواه في الدم وعمر الطفل، لتقديم رعاية أكثر بحال تطلب الأمر ذلك، في معظم الحالات أيضاً يمكن علاج الصفار عند حديثي الولادة بالبيت.
بدورها، تعتبر مستويات صباغ البيليروبين المرتفعة جداً حالة طارئة وإسعافية قد تستوجب دخول الطفل إلى وحدة العناية المركزة، إضافة لتدابير علاجية خاصة من ضمنها نوع خاص من تقنيات نقل الدم التي من شأنها أن تخفض نسبة البيليروبين بشكل سريع. من الواجب ذكره، أن تعريض الطفل لأشعة الشمس من أجل علاج اليرقان، لا يعتبر طريقة آمنة تماماً وهي خطأ شائع يجب على الأهل تجنب اللجوء إليه.
متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثي الولادة؟
يعتبر اليرقان عند الرضع أمراً شائعاً، من المتوقع أن تستمر مدة الشفاء من اليرقان عند الأطفال شهراً كاملاً أو أكثر، يمكن أن تطول فترة اليرقان عند الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية، بينما تختفي الأعراض عند الأطفال المعتمدين على الحليب الصناعي في غضون أسبوعين.
في النهاية، إن حادثة اليرقان عند حديثي الولادة، ليست حالة طبية خطرة، وليست أمراً عرضياً يجب إهماله، فقد تتباين درجات اليرقان عند حديثي الولادة، بالتالي، هي حالة شائعة لكنها تستوجب المراقبة الدقيقة لطلب المشورة الطبية عند الحاجة كي لا تتطور إلى حالة خطرة تؤثر مستقبلاً على وظائف الطفل المعرفية.